حمام العليل ... مدينتي الجميله

بسم الله الرحمن الرحيم

حمام العليل... مدينتي الجميله بقلم:محمد جاسم محمد العليوي

*حمام العليل مدينه صغيره لايتجاوز تعداد سكانها ثمانية الاف نسمه حاليا" وهي مرفق سياحي مهم ,تقع جنوب مدينة الموصل على بعد 20كم تقريبا" وتقع مباشرة على الضفه الغربيه لنهر دجله الخالد مما اكسبها جوا" معتدلا" ايام الصيف اللاهب وهي حاليا" مركز لناحية حمام العليل حيث كانت سابقا" مركزا" لقضاء الشوره وكانت تضم كافة دوائر القضاء من قائمقاميه وتجنيد ودائرة زراعه ومحكمة بداءه . وقد حولت الى ناحيه في عهد الرئيس عبد الرحمن عارف رحمه الله حيث تم الغاء قضاء الشوره وتحويل القضاء الى الشرقاط ونقل ناحية الشرقاط الى حمام العليل .

*ترتبط قرى عديده بالناحيه تشتهر اغلبها بزراعة الحنطه والشعير وبعضها يقع على ضفاف دجله حيث تزرع مختلف محاصيل الخضراوات وكانت هذه المحاصيل تسوق الى مركز الناحيه حيث يوجد سوق للخضار كبير يدعى انذاك (العلوه) يقوم الفلاحون والمزارعون من قرى الناحيه بجلب محاصيلهم ليلا" الى العلوه حيث عملها من الفجر الى حدود التاسعه صباحا" وبهذا انتعشت المنطقه اقتصاديا".

*توجد في حمام العليل عدة عيون للمياه المعدنيه الساخنه تستخدم لعلاج كثير من الامراض الجلديه والالام الظهر والمفاصل والعظام وبشهاده الاطباء الاختصاصيون وقد انشىء الحمام القديم على هذه العيون مباشرة" ويعمل بوجبات للرجال والنساء على انفراد وطيلة اليوم ولذلك بدأت اعداد كبيره من الزائريين والمصطافيين تتوافد على حمام العليل للسبح والاستشفاء والاصطياف حيث الاجواء الهادئه والمعتدله في فترات الصيف وقد اكتسبت هذه المدينه الجميله اسمها من الحمام والجو المعتدل العليل وبدأ أهالي المنطقه ينشؤون المرافق السياحيه البسيطه مثل الكازينوهات الشعبيه و( العرازيل) المصنوعه من القصب والطين التي تستخدم للراحه وتناول وجبات الطعام المختلفه ومن اهمها المشويات والمسكوف وهو السمك المشوي على نار الخشب والحطب وبعد ذلك انشئت مرافق سياحيه حديثه مثل الكابينات السياحيه للسكن والفنادق والكازينوهات لاستقبال الوافدين الى المنطقه.وكانت توجد في حمام العليل كليه للزراعه والغابات يدرس فيها طلبه من مختلف بلدان العالم وكانت معلما" علميا" وثقافيا" ساهم في تطور المنطقه وازدهارها في مختلف المجالات ولكن نتيجه لظروف الحرب مع ايران وقيام الاحتلال الامريكي باحتلال بنايات الكليه وتدمير مختبراتها وقاعاتها الدراسيه وحقولها الزراعيه وحقول الانتاج الحيواني والسماح لضعاف النفوس بنهب ممتلكاتها حيث تم نقلها الى المجموعه الثقافيه لجامعة الموصل وكانت هذه الكليه تضاهي جامعات العالم ذات الاختصاص المماثل وبذلك فقدت حمام العليل معلما" حضاريا" وعلميا"كبيرا" لايعوض .

* يسكن هذه المدينه الجميله عراقيون من مختلف الشرائح عرب واكراد وتركمان ويزيديه ومسيحيين يعيشون بسلام متاخيين منذ امد بعيد .وهذا التنوع هو بسبب قرب حمام العليل من الموصل ووجود مصانع ومعامل قريبه منها مثل معامل سمنت حمام العليل ومعمل الطابوق الجيري وكبريت المشراق وكلية الزراعه والغابات حيث اغلب الموظفين قد سكن المنطقه وكذلك لطبيعة اجوائها اللطيفه ومرافقها السياحيه الجميله .

*اما اليوم فقد اتسعت رقعة البناء فيها وبدأت اعداد كبيره من سكنة القرى المجاوره بالانتقال اليها وبدأت تعاني كباقي مدن العراق من نقص الخدمات مثل الكهرباء و الماء والوقود بسبب عدم تطور هذه المرافق وكذلك يعاني شباب المنطقه من البطاله حيث توجد اعدادا" كبيره من حملة الشهادات الجامعيه والمعاهد واعداد لابأس بها من حملة الشهادات العليا و من ضباط ومراتب الجيش العراقي الباسل والاجهز ه الاخرى اغلبهم بحاجه الى فرص عمل.

*توجد في حمام العليل مدارس ثانويه للبنين والبنات وكذلك مدارس متوسطه وابتدائيه ورياض اطفال .

*يتطلع اهالي حمام العليل الى زوال الاحتلال الامريكي وعودة الى الامور الى سابق عهدها وعودة كلية الزراعه والغابات الى مقرها الاصلي ويتطلع اهالي المنطقه الى قيام الدوله بانشاء مصانع ومعامل ومخازن تبريد للمحاصيل الزارعيه بعد دعم الفلاح ليعود ليزرع الارض وينتج وكذلك الاهتمام بالمرافق السياحيه وتطويرها لتعود الى سابق عهدها المزدهر .